كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {تَتَزاوَرُ} [17] وقرئت {تزاور} وتريد {تتزاور} فتدغم التاء عند الزاى. وقرأ بعضهم {تزورّ} وبعضهم {تزوارّ} مثل تحمرّ وتحمارّ. والازورار في هذا الموضع أنها كانت تطلع.
وقوله: {ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [18] الوصيد: الفناء. والوصيد والأصيد لغتان مثل الإكاف والوكاف، ومثل أرّخت الكتاب وورّخته، ووكّدت الأمر وأكّدته، ووضعته يتنا وأتنا ووتنا يعنى الولد. فأمّا قول العرب: واخيت ووامرت وواتيت وواسيت فإنها بنيت على المواخاة والمواساة والمواتاة والمؤامرة، وأصلها الهمز كما قيل: هو سول منك، وأصله الهمز فبدّل واوا وبنى على السؤال.
وقوله: {فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ} أي ناحية متّسعة.
وقوله: {وَلَمُلِئْتَ} بالتخفيف قرأه عاصم والأعمش وقرأ أهل المدينة {ولملّئت منهم} مشدّدا. وهذا خوطب به محمّد صلّى اللّه عليه وسلم.
وقوله: {بِوَرِقِكُمْ} [19] قرأها عاصم والأعمش بالتخفيف وهو الورق. ومن العرب من يقول الورق، كما يقال كبد وكبد وكبد، وكلمة وكلمة وكلمة. وقوله: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى} يقال: أحلّ ذبيحة لأنهم كانوا مجوسا.
وقوله: {أَعْثَرْنا عَلَيْهِم} [21] أظهرنا وأطلعنا. ومثله في المائدة {فَإِنْ عُثِرَ}: اطّلع واحد الأيقاظ يقظ ويقظ. قوله: {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [22] قال ابن عباس: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم.
وقال ابن عباس: أنا من القليل الذين قال اللّه عزّ وجلّ: {ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}.
ثم قال اللّه تبارك وتعالى لنبيه عليه السّلام {فَلا تُمارِ فِيهِمْ} يا محمد {إِلَّا مِراءً ظاهِرًا} إلا أن تحدّثهم به حديثا.
وقوله: {وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ} في أهل الكهف {مِنْهُمْ} من النصارى {أَحَدًا} وهم فريقان أتوه من أهل نجران: يعقوبىّ ونسطورىّ. فسألهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن عددهم، فنهى.
فذلك قوله: {وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا}.
وقوله: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدًا} [23] {إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ} [24] إلّا أن تقول:
إن شاء اللّه. ويكون مع القول: ولا تقولنّه إلا أن يشاء اللّه أي إلّا ما يريد اللّه.
وقوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ} قال ابن عبّاس: إذا حلفت فنسيت أن تستثنى فاستثن متى ما ذكرت ما لم تحنث.
وقوله: {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} [25] مضافة. وقد قرأ كثير من القراء {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} يريدون ولبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة فينصبونها بالفعل.
ومن العرب من يضع السنين في موضع سنة فهى حينئذ في موضع خفض لمن أضاف. ومن نوّن على هذا المعنى يريد الإضافة نصب السّنين بالتفسير للعدد كقول عنترة:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة ** سودا كخافية الغراب الأسحم

فجعل سودا وهى جمع مفسّرة كما يفسّر الواحد.
وخافية الغراب آخر ريش الجناح مما يلى الظهر. والأسحم: الأسود.
وقوله: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} [26] يريد اللّه تبارك وتعالى كقولك في الكلام: أكرم بعبد اللّه ومعناه: ما أكرم عبد اللّه وكذلك قوله: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}: ما أسمعهم ما أبصرهم. وكلّ ما كان فيه معنى من المدح والذمّ فإنك تقول فيه: أظرف به وأكرم به، ومن الياء والواو: أطيب به طعاما، وأجود به ثوبا، ومن المضاعف تظهر فيه التضعيف ولا يجوز الإدغام، كما لم يجز نقص الياء ولا الواو لأن أصله ما أجوده وما أشدّه وأطيبه فترك على ذلك، وأما أشدد به فإنه ظهر التضعيف لسكون اللام من الفعل، وترك فيه التضعيف فلم يدغم لأنه لا يثنّى ولا يؤنّث، لا تقول للاثنين:
أشدّا بهما، ولا للقوم أشدّوا بهم. وإنما استجازت العرب أن يقولوا مدّ في موضع امدد لأنهم قد يقولون في الاثنين: مدّا وللجميع: مدّوا، فبنى الواحد على الجميع.
وقوله: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} ترفع إذا كان بالياء على: وليس يشرك. ومن قال: {لا تشرك} جزمها لأنها نهى. وقوله: {مُلْتَحَدًا} [27] الملتحد: الملجأ.
وقوله: {بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ} [28] قرأ أبو عبد الرحمن السّلمىّ: {بالغدوة والعشىّ} ولا أعلم أحدا قرأ غيره. والعرب لا تدخل الألف واللام في الغدوة لأنها معرفة بغير ألف ولام سمعت أبا الجراح يقول: ما رأيت كغدوة قطّ، يعنى غداة يومه. وذاك أنها كانت باردة ألا ترى أن العرب لا تضيفها فكذلك لا تدخلها الألف واللام.
إنما يقولون: أتيتك غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس. فهذا دليل على أنها معرفة.
وقوله: {وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ} الفعل للعينين: لا تنصرف عيناك عنهم. وهذه نزلت في سلمان وأصحابه.
وقوله: {وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} متروكا قد ترك فيه الطاعة وغفل عنها. ويقال إنه أفرط في القول فقال: نحن رءوس مضر وأشرافها، وليس كذلك. وهو عيينة ابن حصن. وقد ذكرنا حديثه في سورة الأنعام.
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ} [30] خبر {الَّذِينَ آمَنُوا} في قوله: {إِنَّا لا نُضِيعُ} وهو مثل قول الشاعر:
إن الخليفة إنّ اللّه سربله ** سربال ملك بها تزجى الخواتيم

كأنه في المعنى: إنا لا نضيع أجر من عمل صالحا فترك الكلام الأول واعتمد على الثاني بنيّة التكرير كما قال: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ} ثم قال: {قِتالٍ فِيهِ} يريد: عن قتال فيه بالتكرير ويكون أن تجعل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا} في مذهب جزاء، كقولك: إن من عمل صالحا فإنا لا نضيع أجره، بـ:: فتضمر فتضمّن الفاء في قوله: {فإنا} وإلقاؤها جائز. وهو أحبّ الوجوه إلىّ.
وإن شئت جعلت خبرهم مؤخّرا كأنك قلت: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم جنّات عدن.
وقوله: {يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [31] لو ألقيت {من} من الأساور كانت نصبا. ولو ألقيت {من} من الذهب جاز نصبه على بعض القبح، لأن الأساور ليس بمعلوم عددها، وإنما يحسن النصب في المفسّر إذا كان معروف العدد، كقولك: عندى جبّتان خزّا، وأسواران ذهبا، وثلاثة أساور ذهبا. فإذا قلت: عندى أساور ذهبا فلم تبيّن عددها كان بمن، لأن المفسّر ينبغى لما قبله أن يكون معروف المقدار. ومثله قول اللّه تبارك وتعالى: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ} المعنى: فيها جبال برد، فدخلت {من} لأن الجبال غير معدودة في اللفظ. ولكنه يجوز كأنك تريد بالجبال والأساور الكثيرة، كقول القائل: ما عنده إلا خاتمان ذهبا قلت أنت: عنده خواتم ذهبا لمّا أن كان ردّا على شيء معلوم العدد فأنزل الأساور والجبال من برد على هذا المذهب.
فأمّا {يُحَلَّوْنَ} فلو قال قائل: يحلون لجاز، لأن العرب تقول: امرأة حالية، وقد حليت فهى تحلى إذا لبست الحلىّ فهى تحلى حليّا وحليا.
وقوله: {نِعْمَ الثَّوابُ} ولم يقل: نعمت الثواب، وقال: {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} فأنّث الفعل على معنى الجنّة ولو ذكّر بتذكير المرتفق كان صوابا، كما قال: {وَبِئْسَ الْمِهادُ}، {وبئس القرار}، {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} وكما قال: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} يريد إبليس وذرّيّته، ولم يقل بئسوا.
وقد يكون {بئس} لإبليس وحده أيضا. والعرب توحّد نعم وبئس وإن كانتا بعد الأسماء فيقولون: أمّا قومك فنعموا قوما، ونعم قوما، وكذلك بئس. وإنما جاز توحيدها لأنهما ليستا بفعل يلتمس معناه، إنما أدخلوهما لتدلّا على المدح والذمّ، ألا ترى أن لفظهما لفظ فعل وليس معناهما كذلك، وأنه لا يقال منهما يبأس الرجل زيد، ولا ينعم الرجل أخوك، فلذلك استجازوا الجمع والتوحيد في الفعل. ونظيرهما {عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} وفى قراءة عبد اللّه {عسوا أن يكونوا خيرا منهم} ألا ترى أنك لا تقول، هو يعسى كما لم تقل يبأس.
وقوله: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها} [33] ولم يقل: آتتا. وذلك أن {كِلْتَا} ثنتان لا يفرد واحدتهما، وأصله كلّ كما تقول للثلاثة: كلّ: فكان القضاء أن يكون للثنتين ما كان للجمع، لا أن يفرد للواحدة شيء فجاز توحيده 104 بـ: على مذهب كلّ. وتأنيثه جائز للتأنيث الذي ظهر في كلتا. وكذلك فافعل بكلتا وكلا وكلّ إذا أضفتهنّ إلى معرفة وجاء الفعل بعدهن، فاجمع ووحّد.
من التوحيد قوله: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْدًا} ومن الجمع {وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ} و{آتوه} مثله. وهو كثير في القرآن وسائر الكلام. قال الشاعر:
وكلتاهما قد خطّ لى في صحيفتى ** فلا العيش أهواه ولا الموت أروح

وقد تفرد العرب إحدى كلتا وهم يذهبون بإفرادها إلى اثنتيها، أنشدنى بعضهم.
فى كلت رجليها سلامى واحده ** كلتاهما مقرونة بزائده

يريد بكلت كلتا.
والعرب تفعل ذلك أيضا في {أىّ} فيؤنثون ويذكّرون، والمعنى التأنيث، من ذلك قول اللّه تبارك وتعالى: {وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ويجوز في الكلام بأيّة أرض. ومثله {فى أىّ صورة} يجوز في الكلام في أيّة صورة. وقال الشاعر:
بأيّ بلاء أم بأيّة نعمة يقدّم ** قبلى مسلم والمهلّب

ويجوز أيّتهما قال ذاك. وقالت ذاك أجود. فتذكّر وقد أدخلت الهاء، تتوهّم أنّ الهاء ساقطة إذا جاز للتأنيث {بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} وكذلك يجوز أن تقول للاثنتين: كلاهما وكلتاهما.
قال الشاعر:
كلا عقبيه قد تشعّب رأسها ** من الضرب في جنبى ثفال مباشر

الثفال: البعير البطيء فإن قال قائل: إنما استجزت توحيد {كِلْتَا} لأن الواحد منهما لا يفرد فهل تجيز: الاثنتان قام وتوحّد، والاثنان قام إذ لم يفرد له واحد؟
قلت: إن الاثنين بنيا على واحد ولم يبن كلا على واحد، ألا ترى أن قولك: قام عبد اللّه كلّه خطأ، وأنك تجد معنى الاثنين على واحد كمعنى الثلاثة وزيادات العدد، ولا يجوز إلا أن تقول: الاثنان قاما والاثنتان قامتا. وهى في قراءة عبد اللّه. {كلّ الجنتين آتى أكله}.
ومعناه كلّ شيء من ثمر الجنتين آتى أكله. ولو أراد جمع الثنتين ولم يرد كل الثمر لم يجز إلّا كلتاهما، ألا ترى أنك لا تقول: قامت المرأتان كلهما، لأن {كل} لا تصلح لإحدى المرأتين وتصلح لإحدى الجنّتين. فقس على هاتين كل ما يتبعّض مما يقسم أولا يقسم.
وقوله: {وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَرًا} يقال: كيف جاز التّشديد وإنما النهر واحد؟ قلت: لأن النهر يمتدّ حتى صار التفجر كأنه فيه كلّه فالتخفيف فيه والتثقيل جائزان. ومثله {حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} يثقّل ويخفّف.
قوله: {وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ} [34]حدّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وحدثنى المعلّي بن هلال الجعفىّ عن ابن أبى نجيح عن مجاهد قال: ما كان في القرآن من ثمر بالضمّ فهو مال، وما كان من ثمر مفتوح فهو من الثمار. وقوله: {خَيْرًا مِنْها مُنْقَلَبًا} [36] مردودة على الجنّة وفى بعض مصاحف أهل المدينة {منهما منقلبا} مردودة على الجنّتين.
وقوله: {لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [38] معناه: لكن أنا هو اللّه ربّى ترك همزة الألف من أنا، وكثر بها الكلام فأدغمت النون من أنا مع النون من لكن ومن العرب من يقول:
أنا قلت ذاك بتمام الألف فقرئت {لكنّا} على تلك اللغة وأثبتوا الألف في اللغتين في المصحف: كما قالوا: رأيت يزيدا وقواريرا فثبتت فيهما الألف في القولين إذا وقفت. ويجوز الوقوف بغير ألف في غير القرآن في أنا. ومن العرب من يقول إذا وقف: أنه وهى في لغة جيّدة. وهى في علياتميم وسفلى قيس وأنشدنى أبو ثروان:
وترميننى بالطّرف أي أنت مذنب ** وتقليننى لكنّ إيّاك لا أقلى

يريد: لكن أنا إيّاك لا أقلى، فترك الهمز فصار كالحرف الواحد. وزعم الكسائي أنه سمع العرب تقول لكنّ واللّه، يريدون: لكن أنا واللّه. وقال الكسائي: سمعت بعض العرب يقول: إنّ قائم يريد إن أنا قائم فترك الهمز: وأدغم فهى نظير للكن.
وقوله: {ما شاءَ اللَّهُ} [39] ما، في موضع رفع، إن شئت رفعته بإضمار هو تريد:
هو ما شاء اللّه. وإن شئت أضمرت ما شاء اللّه كان فطرحت كان وكان موضع {ما} نصبا بشاء، لأن الفعل واقع عليه. وجاز طرح الجواب كما قال: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّماءِ} ليس له جواب لأن معناه معروف. وقوله: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ} {أنا} إذا نصبت {أقلّ} عماد. وإذا رفعت {أقل} فهى اسم والقراءة بهما جائزة.
وقوله: {صَعِيدًا زَلَقًا} [40]الزلق: التراب الذي لا نبات فيه محترق رميم قوله: {ماؤُها غَوْرًا} [41] العرب تقول: ماء غور، وماءان غور، ومياه غور بالتوحيد في كل شيء.
وقوله: {خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها}[42] على سقوفها.
وقوله: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ ينصرنه} [43]ذهب إلى الرجال. ولو قيل: تنصره يذهب إلى الفئة- كما قال: {فِئَةٌ} تقاتل في سبيل اللّه وأخرى كافرة- لجاز:
وقوله: {هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} [44]رفع من نعت {الْوَلايَةُ} وفى قراءة أبىّ {هنالك الولاية الحق لله} وإن شئت خفضت تجعله من نعت {اللّه} والولاية الملك. ولو نصبت {الْحَقِّ} على معنى حقّا كان صوابا.
وقوله: {تَذْرُوهُ الرِّياحُ} [45] من ذروت وذريت لغة، وهي كذلك في قراءة عبد اللّه {تذريه الريح} ولو قرأ قارئ {تذريه الريح} من أذريت أي تلقيه كان وجها وأنشدنى المفضّل:
فقلت له صوّب ولا تجهدنّه ** فيذرك من أخرى القطاة فتزلق